ارتفعت أسعار النفط، يوم الثلاثاء، بعدما مددت الولايات المتحدة والصين وقف فرض رسوم جمركية إضافية حتى نوفمبر تشرين الثاني، ما خفف المخاوف من أن يؤدي تصعيد الحرب التجارية بين البلدين إلى إلحاق الضرر باقتصاديهما وتقليص الطلب على الوقود في أكبر مستهلكين للنفط في العالم.
وصعدت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 27 سنتاً أو 0.4% إلى 66.90 دولار للبرميل، فيما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 24 سنتاً أو 0.4% إلى 64.20 دولار للبرميل، بحلول الساعة 05:40 بتوقيت غرينتش.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، يوم الاثنين، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مدّد هدنة الرسوم الجمركية مع الصين لمدة 90 يوماً، ما حال دون فرض رسوم تصل إلى ثلاثة أضعاف على السلع الصينية، في وقتٍ يستعد فيه تجار التجزئة في أميركا لموسم عطلات نهاية العام.
وأثار التمديد آمال التوصل إلى اتفاق بين أكبر اقتصادين في العالم، وتجنب شبه حظر تجاري متبادل، إذ إن الرسوم الجمركية تهدد بإبطاء نمو الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يقلص الطلب على الوقود ويدفع أسعار النفط للانخفاض.
كما تلقت أسعار النفط دعماً من مؤشرات على ضعف سوق العمل الأميركي، ما عزز التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في سبتمبر أيلول، وفق ما قالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق لدى شركة الوساطة فيليب نوفا.
وتتجه الأنظار أيضاً إلى بيانات التضخم الأميركي المنتظر صدورها في وقتٍ لاحق من اليوم، والتي قد تحدد مسار السياسة النقدية. وعادة ما يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تحفيز النشاط الاقتصادي وزيادة الطلب على النفط.
لكن التوترات الجيوسياسية لا تزال تلقي بظلالها على السوق، إذ من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقالت ساشديفا إن «المسار الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الصراع الأوكراني يظل عاملاً غير محسوم، إذ يراقب المتعاملون أي مفاجآت جيوسياسية قد تعطل مسارات الإمداد أو أنظمة العقوبات».
ويأتي الاجتماع في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة ضغوطها على روسيا، مع التهديد بفرض عقوبات ثانوية على مشتري النفط الروسي مثل الصين والهند إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام.
كما حث ترامب الهند على خفض مشترياتها من النفط الروسي، وهدد بفرض رسوم إضافية على الصين إذا واصلت الاستيراد.
وتراجعت احتمالات تنفيذ هذه العقوبات قبل اجتماع ترامب وبوتين المقرر في 15 أغسطس آب.