شهدت أسهم شركات الليثيوم ارتفاعات حادة مطلع الأسبوع بعد أن أوقفت شركة «كونتمبوراري أمبيريكس تكنولوجي» الصينية، أكبر منتج لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم، الإنتاج في أحد مناجمها بسبب مشكلات تتعلق بتجديد التراخيص.
جاء أمر مشكلات تجديد التراخيص بمثابة صدمة لسوق يعتمد بشكل متزايد على هذا المعدن الحيوي، إذ يشكل إنتاج المنجم نحو 8% من الإمدادات العالمية.
قفزت أسهم شركة «ألبيمارل» الأميركية بنحو 7%، بينما صعدت أسهم «سوسيداد كيميكيا إي مينيرا دي تشيلي» إس كيو أم (SQM) بنسبة 8.7%.
في حين ارتفعت أسهم «غانفنغ ليثيوم» الصينية 10% في تداولات خارجية، جاءت هذه المكاسب رغم تراجع مؤشري «إس آند بي 500» و«داو جونز» بنحو 0.3% و0.5% على التوالي.
وفقاً لمذكرة من «سيتي»، فقد ارتفعت معظم أسهم الليثيوم بأكثر من 25% خلال الشهر الماضي بفعل المخاطر المتزايدة على المعروض مع اقتراب مواعيد تجديد تراخيص رئيسية.
ورغم أن إزالة نحو 9 آلاف طن متري شهرياً من السوق قد لا تؤدي إلى عجز حاد، فإن أثرها النفسي على المستثمرين والمضاربين كان واضحاً.
يتوقع «سيتي» أن يدفع هذا الاضطراب أسعار الليثيوم لتتجاوز 11 ألف دولار للطن المتري في الأيام القليلة المقبلة قبل أن تتراجع إلى نحو 10 آلاف دولار، مقارنة بمستوى 8 آلاف دولار في بداية العام.
ورغم هذا الارتفاع، لا تزال الأسعار بعيدة كثيراً عن ذروتها القياسية في أواخر 2022 حين تجاوزت 80 ألف دولار وسط طلب قوي على السيارات الكهربائية.
ورغم أن ارتفاع أسعار السلع عادةً ما يدعم أسهم المنتجين، فإن وول ستريت ما زالت متحفظة، فإن 30% فقط من المحللين يمنحون أسهم «ألبيمارل» توصية شراء مقارنة بمتوسط 55% في مؤشر «إس آند بي 500»، مع هدف سعري يبلغ نحو 77 دولاراً.
أما أس كيو أم، فتحظى بدعم أكبر مع توصية شراء عند 57% وهدف سعري يناهز 47 دولاراً.
تاريخياً، شهدت أسهم «ألبيمارل» تراجعاً بنسبة 12% منذ بداية العام رغم ارتفاعها 30% في آخر ثلاثة أشهر، بينما صعدت أس كيو أم بنحو 16% منذ بداية 2025 و21% في آخر ثلاثة أشهر.
تؤكد هذه التحركات أن سوق الليثيوم بات محكوماً بمزيج من المضاربات قصيرة الأجل وحسابات العرض والطلب على المدى الأطول، مع ترقب دائم لأي اضطرابات قد تغيّر المعادلة سريعاً.