كارلوس سليم: من بدايات بسيطة إلى إمبراطورية اقتصادية

2025.01.02 - 11:42
Facebook Share
طباعة

 كارلوس سليم، رجل الأعمال المكسيكي اللبناني الأصل، هو من أبرز الأسماء في عالم المال والأعمال اليوم. مع ثروة تقدر بحوالي 53.5 مليار دولار، أصبح سليم في صدارة قائمة أغنى أغنياء العالم في 2024، متفوقًا على بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت. لكن قصة نجاحه لا تعود إلى الحظ بل إلى رؤية استراتيجية وعمل دؤوب بدأ منذ صغره.

 

بداية مشوار النجاح
كان سليم في العاشرة من عمره حين بدأ في بيع المشروبات والوجبات الخفيفة لأفراد أسرته، ما جعله يعتاد على فكرة الربح والعمل التجاري منذ سن مبكرة. وعندما بلغ مرحلة الشباب، كان يحتفظ بدفاتر لتسجيل كافة ما يربحه وينفقه، وهو ما يدل على اهتمامه بإدارة المال.

 

التحول الكبير في مسيرته
في عام 1990، كانت نقطة التحول الكبرى في حياة سليم عندما اشترى هو وشركاؤه شركة الهاتف الحكومية المكسيكية "تيلمكس" مقابل 1.7 مليار دولار. هذا الاستثمار أتاح له تحويل الشركة إلى إمبراطورية للاتصالات، حيث أسس شركة "أمريكا موفيل"، التي أصبحت رابع أكبر شركة لخدمات الهاتف اللاسلكي في العالم.

 

فلسفة سليم في جمع الثروات
ورغم أن البعض اتهم سليم باللجوء إلى أساليب الاحتكار في طريقه إلى جمع الثروة، إلا أن فلسفته في الأعمال كانت واضحة. في مقابلة مع رويترز عام 2007، قال سليم: "الثروة مثل البستان، يجب أن تستثمر فيها وتعمل على توسيعها لتصبح أكبر، أو تنوع للاستثمار في مجالات أخرى". هذه الفلسفة كانت سر نجاحه في شراء المؤسسات المتعثرة وتحويلها إلى مناجم ذهب.

 

تنوع الاستثمارات
علاوة على استثماراته الضخمة في مجال الاتصالات، يمتلك سليم حصصًا في العديد من الشركات الكبرى عالميًا مثل "نيويورك تايمز" و"ساكس للتجزئة". وقد كانت أبرز تحركاته الاستثمارية عندما اشترى حصة في "نيويورك تايمز" في عام 2008 حين هبطت أسهمها، ليحقق بذلك عوائد ضخمة.

 

تعلم من والده
سليم تعلم التجارة من والده، جوليان سليم حداد، الذي كان مهاجرًا لبنانيًا استقر في المكسيك في أوائل القرن العشرين. افتتح والده متجرًا باسم "نجمة الشرق" وحقق ثروته من خلال شراء العقارات أثناء الثورة المكسيكية. هذا التوجه الاستثماري المبكر أثر في سليم وأعطاه الأسس التي بنى عليها إمبراطوريته.

 

سليم والشخصية المقتصدة
رغم ثروته الضخمة، يُعرف عن سليم نمط حياته المتواضع، حيث يعيش في نفس المنزل منذ أكثر من 40 عامًا ويقود سيارة مرسيدس قديمة مدرعة، متجنبًا الطائرات الخاصة واليخوت التي يفضلها العديد من المليارديرات. وبدلاً من التباهي بثروته، يركز سليم على أعماله الخيرية بشكل غير تقليدي، إذ يعتقد أن رجال الأعمال يجب أن يقدموا الخير من خلال توفير الوظائف والفرص الاقتصادية، وليس من خلال تبرعات ضخمة للأعمال الخيرية.

 

الاستدامة وتوجهاته المستقبلية
من خلال استثماراته ومشاريعه الاقتصادية، يساهم سليم في مكافحة الفقر والأمية وتحسين الرعاية الصحية في أميركا اللاتينية. ورغم أنه لا ينوي تخصيص جزء كبير من ثروته للأعمال الخيرية مثل بعض المليارديرات الآخرين، فإن مشاركته في تنمية المجتمعات لا تزال تعد واحدة من أهم ركائز نجاحه واستدامته الاقتصادية.

 

إجمالاً، فإن قصة كارلوس سليم هي قصة نجاح تبرز قوة الاستراتيجية الطويلة الأمد والقدرة على تحويل الأزمات إلى فرص استثمارية، مما جعله أحد أبرز الشخصيات الاقتصادية في العالم.

 

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 10